الجحيم ثم لترونها عين اليقين " وحكاه بعضهم كابن الجوزي وغيره عن ابن قتيبة فالله أعلم. فهذه ثلاثة أقوال " أولها " ما ذكرناه أولا " الثاني " ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد " لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد " في الماضي " ولا أنا عابد ما عبدتم " نفي قبوله لذلك بالكلية لأن النفي بالجملة الاسمية آكد فكأنه نفي الفعل وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الامكان الشرعي أيضا وهو قول حسن أيضا والله أعلم. وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة " لكم دينكم ولي دين " على أن الكفر كله ملة واحدة فورث اليهود من النصارى وبالعكس إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به لان الأديان ما عدا الاسلام كلها كالشئ الواحد في البطلان. وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يتوارث أهل ملتين شتى ".
آخر تفسير سورة قل يا أيها الكافرون.
سورة النصر قد تقدم أنها تعدل ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن. وقال النسائي أخبرنا محمد بن إبراهيم أخبرنا جعفر عن أبي العميس ح وأخبرنا محمد بن سليمان حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس يا ابن عتبة أتعلم آخر سورة من القرآن نزلت؟ قلت نعم " إذا جاء نصر الله والفتح " قال صدقت. وروى الحافظان أبو بكر البزار والبيهقي من حديث موسى بن عبيدة البريدي عن صدقة بن يسار عن ابن عمر قال: أنزلت هذه السورة " إذا جاء نصر الله والفتح " على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فأمر براحلته القصواء فرحلت ثم قام فخطب الناس فذكر خطبته المشهورة. وقال الحافظ البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا الاسقاطي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت " إذا جاء نصر الله والفتح " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال " إنه قد نعيت إلي نفسي " فبكت ثم ضحكت وقالت أخبرني أنه نعيت إليه نفسه فبكيت ثم قال اصبري فإنك أول أهلي لحاقا بي فضحكت وقد رواه النسائي كما سيأتي بدون ذكر فاطمة.
بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح (1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (2) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (3) قال البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر إنه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم فقال ما تقولون في قول الله عز وجل " إذا جاء نصر الله والفتح "؟ فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت لا فقال ما تقول؟ فقلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال " إذا جاء نصر الله والفتح " فذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) قال عمر بن الخطاب لا أعلم منها إلا ما تقول تفرد به البخاري. وروى ابن جرير عن محمد بن حميد عن