خندقا من نار وهولا وأجنحة قال: فقال رسول الله " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا " قال وأنزل الله لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا " كلا إن الانسان ليطغى " إلى آخر السورة وقد رواه أحمد بن حنبل ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به. وقوله تعالى " كلا لا تطعه " يعني يا محمد لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها وصل حيث شئت ولا تباله فإن الله حافظك وناصرك وهو يعصمك من الناس " واسجد واقترب " كما ثبت في الصحيح عند مسلم من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله قال " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " وتقدم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد في " إذا السماء انشقت " و " اقرأ باسم ربك الذي خلق ". آخر تفسير سورة اقرأ ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
سورة القدر بسم الله الرحمن الرحيم إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خير من ألف شهر (3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر (4) سلام هي حتى مطلع الفجر (5) يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل " إنا أنزلناه في ليلة مباركة " وهي ليلة القدر وهي من شهر رمضان كما قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " قال ابن عباس وغيره أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى معظما لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال " وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر). قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن يوسف بن سعد قال:
قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) يا محمد نهر في الجنة ونزلت (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص. ثم قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن والقاسم بن الفضل الحداني هو ثقة وثقه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي قال وشيخه يوسف بن سعد ويقال يوسف بن مازن رجل مجهول ولا يعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه وقد روى هذا الحديث الحاكم في مستدركه من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن به وقول الترمذي إن يوسف هذا مجهول فيه نظر فإنه قد روى عنه جماعة منهم حماد بن سلمة وخالد الحذاء ويونس بن عبيد وفال فيه يحيى بن معين هو مشهور وفي رواية عن ابن معين هو ثقة ورواه ابن جرير من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن كذا قال وقد يقتضي اضطرابا في هذا الحديث والله أعلم. ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدا قال شيخنا الامام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي هو حديث منكر " قلت " وقول القاسم بن الفضل الحداني أنه حسب مدة بني أمية فوجدها ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص ليس بصحيح فإن معاوية بن أبي سفيان