نجيح عن مجاهد " ختامه مسك " قال طيبه مسك. وقوله تعالى " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " أي وفي مثل هذه الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى " لمثل هذا فليعمل العاملون ". وقوله تعالى (ومزاجه من تسنيم) أي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه قاله أبو صالح والضحاك ولهذا قال (عينا يشرب بها المقربون) أي يشربها المقربون صرفا وتمزج لأصحاب اليمين مزجا قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وقتادة وغيرهم.
إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (29) وإذا امروا بهم يتغامزون (30) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين (31) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون (32) وما أرسلوا عليهم حافظين (33) فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34) على الأرائك ينظرون (35) هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون (36) يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين) أي وإذا انقلب أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين أي مهما طلبوا وجدوا ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم (وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون) أي لكونهم على غير دينهم. قال الله تعالى (وما أرسلوا عليهم حافظين) أي وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم ولا كلفوا بهم؟ فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم كما قال تعالى " اخسؤوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون " ولهذا قال ههنا " فاليوم " يعني يوم القيامة " الذين آمنوا من الكفار يضحكون " أي في مقابلة ما ضحك بهم أولئك (على الأرائك ينظرون) أي إلى الله عز وجل في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون وليسوا بضالين بل هم من أولياء الله المقربين ينظرون إلى ربهم في دار كرامته وقوله تعالى (هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) أي هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقيص أم لا؟ يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله. آخر تفسير سورة المطففين ولله الحمد والمنة.
سورة الانشقاق قال مالك عن عبد الله بن يزيد عن أبي سلمة أن أبا هريرة قرأ بهم " إذا السماء انشقت " فسجد فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها رواه مسلم والنسائي من طريق مالك به. وقال البخاري حدثنا أبو النعمان حدثنا معتمر عن أبيه عن بكر عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ " إذا السماء انشقت " فسجد فقلت له فقال سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه ورواه أيضا عن مسدد عن معتمر به ثم رواه عن مسدد عن يزيد بن زريع عن التيمي عن بكر عن أبي رافع فذكره وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن سليمان بن طرخان التيمي به وقد رواه مسلم وأهل السنن من حديث سفيان بن عيينة زاد النسائي وسفيان الثوري كلاهما عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في " إذا السماء انشقت " و " اقرأ باسم ربك الذي خلق "