الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء وقلمه نور وكلامه معقود بالعرش وأصله في حجر ملك وقال مقاتل:
اللوح المحفوظ عن يمين العرش وقال الطبراني حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله فيه في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء ".
آخر تفسير سورة البروج ولله الحمد والمنة.
سورة الطارق قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وسمعته أنا منه حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل العدواني عن أبيه أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصى حين أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقول " والسماء والطارق " حتى ختمها قال فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها في الاسلام قال فدعتني ثقيف فقالوا ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه. وقال النسائي حدثنا عمرو بن منصور حدثنا أبو نعيم عن مسعر عن محارب بن دثار عن جابر قال: صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفتان أنت يا معاذ؟ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها ونحوها؟ " بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق (1) وما أدراك ما الطارق (2) النجم الثاقب (3) إن كل نفس لما عليها حافظ (4) فلينظر الانسان مم خلق (5) خلق من ماء دافق (6) يخرج من بين الصلب والترائب (7) إنه على رجعه لقادر (8) يوم تبلى السرائر (9) فما له من قوة ولا ناصر (10) يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ولهذا قال تعالى " والسماء والطارق " ثم قال (وما أدراك ما الطارق) ثم فسره بقوله (النجم الثاقب) قال قتادة وغيره إنما سمي النجم طارقا لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي يأتيهم فجأة بالليل وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء " إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " وقوله تعالى " الثاقب " قال ابن عباس المضئ وقال السدي يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة هو مضئ ومحرق للشيطان.
وقوله تعالى (إن كل نفس لما عليها حافظ) أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات كما قال تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ". وقوله تعالى (فلينظر الانسان مم خلق) تنبيه للانسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد لان من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى كما قال تعالى " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ". وقوله تعالى (خلق من ماء دافق) يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال (يخرج