مسلم وقال صحيح. وقال أبو داود حدثنا عبد الله بن الجراح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أبلى بلاء فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره " تفرد به أبو داود. وقال أبو داود حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا عمارة بن غزية حدثني رجل من قومي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن به فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره " قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر كرهوه فلم يسموه تفرد به أبو داود وقال مجاهد يعني النبوة التي أعطاك ربك وفي رواية عنه القرآن وقال ليث عن رجل عن الحسن بن علي " وأما بنعمة ربك فحدث " قال ما عملت من خير فحدث إخوانك وقال محمد بن إسحاق ما جاءك من الله من نعمة وكرامة من النبوة فحدث بها واذكرها وادع إليها قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله وافترضت عليه الصلاة فصلى. آخر تفسير سورة الضحى ولله الحمد والمنة.
سورة الحشر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك (3) ورفعنا لك ذكرك (4) فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6) فإذا فرغت فانصب (7) وإلى ربك فارغب (8) يقول تعالى " ألم نشرح لك صدرك " يعني أما شرحنا لك صدرك أي نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا كقوله " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام " وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا واسعا سهلا لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق. وقيل المراد بقوله " ألم نشرح لك صدرك " شرح صدره ليلة الاسراء كما تقدم من رواية مالك بن صعصعه وقد أورده الترمذي ههنا وهذا إن كان واقعا ليلة الاسراء كما رواه مالك بن صعصعة ولكن لا منافاة فإن من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الاسراء وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضا فالله أعلم.
قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى القزاز حدثنا يونس بن محمد حدثنا معاذ بن محمد بن أبي بن كعب حدثني أبو محمد بن معاذ عن محمد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال " لقد سألت يا أبا هريرة إني في الصحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسا فقال أحدهما لصاحبه أضجعه فأضجعاني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما لصاحبه افلق صدره فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له أخرج الغل والحسد فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال أعد واسلم فرجعت بها أعدو رقة على الصغير ورحمة للكبير ". وقوله تعالى (ووضعنا عنك وزرك) بمعنى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
(الذي أنقض ظهرك) الانقاض الصوت وقال غير واحد من السلف في قوله " الذي أنقض ظهرك " أي