فرحهم بهذا الحديث وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن مضاء حدثنا محمد بن جبير حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت " وقد قال أبو داود في آخر كتاب الملاحم حدثنا موسى بن سهل حدثنا حجاج بن إبراهيم حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تعجز الله هذه الأمة من نصف يوم " قيل لسعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم " قيل لسعد وكم نصف يوم؟ قال " خمسمائة عام " انفرد به أبو داود.
وقوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول) هذه كقوله تعالى " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء " وهكذا قال ههنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه على شئ من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه ولهذا قال " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول " وهذا يعم الرسول الملكي والبشري ثم قال تعالى " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " أي يخصه بمزيد معقبات من الملائكة يحفظونه من أمر الله ويساوقونه على ما معه من وحي الله ولهذا قال (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا) وقد اختلف المفسرون في الضمير الذي في قوله " ليعلم " إلى من يعود؟ فقيل إنه عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل " ليعلم " محمد صلى الله عليه وسلم " أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا " ورواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به. وهكذا رواه الضحاك والسدي ويزيد بن أبي حبيب. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم " قال ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله وأن الملائكة حفظتها ودفعت عنها وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة واختاره ابن جرير وقيل غير ذلك كما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله " إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال هي معقبات من الملائكة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان حتى يتبين الذين أرسل إليهم وذلك حين يقول ليعلم أهل الشرك أن قد أبلغوا رسالات ربهم. وكذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد " ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم " قال ليعلم من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم وفي هذا نظر. وقال البغوي قرأ يعقوب " ليعلم " بالضم ليعلم الناس أن الرسل قد بلغوا ويحتمل أن يكون الضمير عائد إلى الله عز وجل وهو قول حكاه ابن الجوزي في زاد المسير ويكون المعنى في ذلك أنه يحفظ رسله بملائكته ليتمكنوا من أداء رسالاته ويحفظ ما ينزله إليهم من الوحي ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ويكون ذلك كقوله تعالى " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه " وكقوله تعالى وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين " إلى أمثال ذلك من العلم بأنه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعا لا محالة ولهذا قال بعد هذا " وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا. آخر تفسير سورة الجن ولله الحمد والمنة.
سورة المزمل قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي حدثنا معلى بن عبد الرحمن حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا