بمسيطر) أي فذكر يا محمد الناس بما أرسلت به إليهم " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " لهذا قال (لست عليهم بمسيطر) قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما " لست عليهم بجبار " أي لست تخلق الايمان في قلوبهم وقال ابن زيد لست بالذي تكرههم على الايمان قال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل " ثم قرأ " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر " وهكذا رواه مسلم في كتاب الايمان والترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننيهما من حديث سفيان بن سعيد الثوري به بهذه الزيادة وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية أبي هريرة بدون ذكر هذه الآية وقوله تعالى (إلا من تولى وكفر) أي تولى عن العمل بأركانه وكفر بالحق بجنانه ولسانه وهذه كقوله تعالى " فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى " ولهذا قال (فيعذبه الله العذاب الأكبر) قال الإمام أحمد حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد أن أبا أمامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " تفرد بإخراجه الإمام أحمد وعلي بن خالد هذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يزد على ما ههنا. روى عن أبي أمامة وعنه سعيد بن أبي هلال وقوله تعالى " إن إلينا إيابهم " أي مرجعهم ومنقلبهم (ثم إن علينا حسابهم) أي نحن نحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها إن خيرا فخير وإن شرا فشر. آخر تفسير سورة الغاشية ولله الحمد والمنة.
سورة الفجر قال النسائي أنا عبد الوهاب بن الحكم أخبرني يحيى بن سعيد عن سليمان عن محارب بن دثار وأبي صالح عن جابر قال صلى معاذ صلاة فجاء رجل فصلى معه فطول فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف فبلغ ذلك معاذا فقال منافق فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الفتى فقال يا رسول الله جئت أصلي معه فطول علي فانصرفت وصليت في ناحية المسجد فعلفت ناقتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفتان يا معاذ؟ أين أنت من " سبح اسم ربك الاعلى " " والشمس وضحاها " " والفجر " والليل إذا يغشى ".
بسم الله الرحمن الرحيم والفجر (1) وليال عشر (2) والشفع والوتر (3) والليل إذا يسر (4) هل في ذلك قسم لذي حجر (5) ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرم ذات العماد (7) التي لم يخلق مثلها في البلاد (8) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9) وفرعون ذي الأوتاد (10) الذين طغوا في البلاد (11) فأكثروا فيها الفساد (12) فصب عليهم ربك سوط عذاب (13) إن ربك لبالمرصاد (14) أما الفجر فمعروف وهو الصبح قاله علي وابن عباس وعكرمة ومجاهد والسدي وعن مسروق ومحمد بن كعب المراد به فجر يوم النحر خاصة وهو خاتمه الليالي العشر وقيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده كما قاله عكرمة وقيل المراد به جميع النهار وهو رواية عن ابن عباس والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله