وكونه عظيما يدل على كونه بالغا إلى أقصى الغايات في كونه ضررا.
ثم قال: * (هذا هدى) * أي كامل في كونه هدى * (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم) * والرجز أشد العذاب بدلالة قوله تعالى: * (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء) * (القرة: 59) وقوله * (لئن كشفت عنا الرجز) * (الأعراف: 134) وقرئ * (أليم) * بالجر والرفع، أما الجر فتقديره لهم عذاب من عذاب أليم وإذا كان عذابهم من عذاب أليم كان عذابهم أليما، ومن رفع كان المعنى له عذاب أليم ويكون المراد من الرجز الرجس الذي هو النجاسة ومعنى النجاسة فيه قوله * (ويسقى من ماء صديد) * (إبراهيم: 16) وكأن المعنى لهم عذاب من تجرع رجس أو شرب رجس فتكون من تبيينا للعذاب.
قوله تعالى * (الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الارض جميعا منه إن فى ذلك لايات لقوم يتفكرون * قل للذين ءامنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون * من عمل صالحا فلنفسه ومن أسآء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون) * اعلم أنه تعالى ذكر الاستدلال بكيفية جريان الفلك على وجه البحر وذلك لا يحصل إلا بسبب تسخير ثلاثة أشياء أحدها: الرياح التي تجري على وفق المراد ثانيها: خلق وجه الماء على الملاسة التي تجري عليها الفلك ثالثها: خلق الخشبة على وجه تبقى طافية على وجه الماء ولا تغوص فيه. وهذه الأحوال الثلاثة لا يقدر عليها واحد من البشر، فلا بد من موجد قادر عليها وهو الله سبحانه وتعالى، وقوله * (ولتبتغوا من فضله) * معناه إما بسبب التجارة، أو بالغوص على اللؤلؤ والمرجان، أو لأجل استخراج اللحم الطري.
ثم قال تعالى: * (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه) * والمعنى لولا أن الله تعالى أوقف أجرام السماوات والأرض في مقارها وأحيازه لم يحصل الانتفاع، لأن بتقدير كون