لحصول النفرة عن الطاعة بالكلية.
المسألة الثالثة: قوله تعالى: * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * يتناول جميع المذاهب الفاسدة بل يتناول مقلد الحق لأنه وإن كان مقلدا للحق لكنه قال ما لا يعلمه فصار مستحقا للذم لاندراجه تحت الذم في هذه الآية.
المسألة الرابعة: تمسك نفاة القياس بقوله: * (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * والجواب عنه: أنه متى قامت الدلالة على أن العمل بالقياس واجب كان العمل بالقياس قولا على الله بما يعلم لا بما لا يعلم.
* (وإذا قيل لهم تبعوا مآ أنزل الله قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه ءابآءنآ أو لو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) *.
اعلم أنهم اختلفوا في الضمير في قوله: * (لهم) * على ثلاثة أقوال أحدها: أنه عائد على * (من) * في قوله: * (من يتخذ من دون الله أندادا) * (البقرة: 165) وهم مشركو العرب، وقد سبق ذكرهم وثانيها: يعود على * (الناس) * في قوله: * (يا أيها الناس) * (البقرة: 21) فعدل عن المخاطبة إلى المغايبة على طريق الالتفات مبالغة في بيان ضلالهم، كأنه يقول للعقلاء: انظروا إلى هؤلاء الحمقى ماذا يقولون وثالثها: قال ابن عباس: نزلت في اليهود، وذلك حين دعاهم رسول الله إلى الإسلام، فقالوا: نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، فهم كانوا خير منا، وأعلم منا، فعلى هذا الآية مستأنفة، والكناية في * (لهم) * تعود إلى غير مذكور، إلا أن الضمير قد يعود على المعلوم، كما يعود على المذكور، ثم حكى الله تعالى عنهم أنهم قالوا: * (بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا) * وفيه مسائل:
المسألة الأولى: الكسائي يدغم لام * (هل) * و * (بل) * في ثمانية أحرف: التاء كقوله * (بل تؤثرون) * (الأعلى: 16) والنون * (بل نتبع) * والثاء * (هل ثوب) * (المصطفين: 36) والسين * (بل سولت) * (يوسف: 18) والزاي * (بل زين) * (الرعدة: 33) والضاد * (بل ضلوا) * (الأحقاف: 28) والظاء * (بل ظننتم) * والطاء * (بل طبع) * (النساء: 155) وأكثر القراء على الإظهار، ومنهم من يوافقه في البعض، والإظهار هو الأصل.