يقول تعالى ذكره: وأقيموا أيها الناس الصلاة بحدودها فلا تضيعوها. وآتوا الزكاة التي فرضها الله عليكم أهلها، وأطيعوا رسول ربكم فيما أمركم ونهاكم. لعلكم ترحمون يقول: كي يرحمكم ربكم فينجيكم من عذابه، وقوله: لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض يقول تعالى ذكره: لا تحسبن يا محمد الذين كفروا بالله معجزيه في الأرض إذا أراد إهلاكهم. ومأواهم بعد هلاكهم النار ولبئس المصير الذي يصيرون إليه ذلك المأوى. وقد كان بعضهم يقول: لا يحسبن الذين كفروا بالياء. وهو مذهب ضعيف عند أهل العربية وذلك أن تحسب محتاج إلى منصوبين. وإذا قرئ يحسبن لم يكن واقعا إلا على منصوب واحد، غير أني أحسب أن قائله بالياء ظن أنه قد عمل في معجزين، وأن منصوبه الثاني في الأرض، وذلك لا معنى له إن كان ذلك قصد. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) *.
اختلف أهل التأويل في المعنى بقوله: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم فقال بعضهم: عني بذلك الرجال دون النساء، ونهوا عن أن يدخلوا عليهم في هذه الأوقات الثلاثة هؤلاء الذين سموا في هذه الآية إلا بإذن.] ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، قوله: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال: هي على الذكور دون الإناث.
وقال آخرون: بل عني به الرجال والنساء. ذكر من قال ذلك: