صلح، وإن لم تعترض بينهما بشئ لم يجز، خطأ أن يقال: أظن أنك أنك جالس. وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هيهات هيهات لما توعدون ئ إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) *.
وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن قول الملا من ثمود أنهم قالوا: هيهات هيهات أي بعيد ما توعدون أيها القوم، من أنكم بعد موتكم ومصيركم ترابا وعظاما مخرجون أحياء من قبوركم، يقولون: ذلك غير كائن.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: هيهات هيهات يقول: بعيد بعيد.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: هيهات هيهات لما توعدون قال: يعني البعث.
والعرب تدخل اللام مع هيهات في الاسم الذي يصحبها، وتنزعها منه، تقول:
هيات لك هيات، وهيهات ما تبتغي هيهات وإذا أسقطت اللام رفعت الاسم بمعنى هيهات، كأنه قال: بعيد ما ينبغي لك كما قال جرير:
فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات خل بالعقيق نواصله