قال أبو جعفر: وهو عندي كما ذكرت مثل القرآن. ويعني بقوله: نور على نور هذا القرآن نور من عند الله، أنزله إلى خلقه يستضيئون به. على نور على الحجج والبيان الذي قد نصبه لهم قبل مجئ القرآن إنزاله إياه، مما يدل على حقيقة وحدانيته. فذلك بيان من الله، ونور على البيان، والنور الذي كان وضعه لهم ونصبه قبل نزوله. وذكر عن زيد بن أسلم في ذلك، ما:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، قال: قال زيد بن أسلم، في قوله: نور على نور يضئ بعضه بعضا، يعني القرآن.
وقوله: يهدى الله لنوره من يشاء: يقول تعالى ذكره: يوفق الله لاتباع نوره، وهو هذا القرآن، من يشاء من عباده. وقوله: يهدى الله لنوره من يشاء: يقول تعالى ذكره:
يوفق الله لاتباع نوره، وهو هذا القرآن، من يشاء من عباده. وقوله: ويضرب الله الأمثال للناس يقول: ويمثل الله الأمثال والأشباه للناس كما مثل لهم مثل هذا القرآن في قلب المؤمن بالمصباح في المشكاة وسائر ما في هذه الآية من الأمثال. والله بكل شئ عليم يقول: والله بضرب الأمثال وغيرها من الأشياء كلها، ذو علم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ئ ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: في بيوت أذن الله أن ترفع الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، في بيوت أذن الله أن ترفع.] كما:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: المشكاة:
التي فيها الفتيلة التي فيها المصباح. قال: المصابيح في بيوت أذن الله أن ترفع.
قال أبو جعفر: قد يحتمل أن تكون من في صلة توقد، فيكون المعنى: توقد من شجرة مباركة ذلك المصباح في بيوت أذن الله أن ترفع. وعنى بالبيوت: المساجد.