حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج:
قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض قال: ما يسر أهل الأرض وأهل المساء.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ئ أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) *.
ذكر أن هاتين الآيتين نزلتا على رسول الله (ص) فيما كان مشركو قومه قالوا له ليلة اجتماع أشرافهم بظهر الكعبة، وعرضوا عليه أشياء، وسألوه الآيات.
فكان فيما كلموه به حينئذ، فيما:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير، أو عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس: أن قالوا له: فإن لم تفعل لنا هذا يعني ما سألوه من تسيير جبالهم عنهم، وإحياء آبائهم، والمجئ بالله والملائكة قبيلا، وما ذكره الله في سورة بني إسرائيل فخذ لنفسك، سل ربك يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وسله فيجعل لك قصورا وجنانا وكنوزا من ذهب وفضة، تغنيك عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتى نعلم فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم فقال رسول الله (ص): ما أنا بفاعل فأنزل الله في قولهم: أن خذ لنفسك ما سألوه أن يأخذ لها:
أن يجعل له جنانا وقصورا وكنوزا، أو يبعث معه ملكا يصدقه بما يقول ويرد عنه من خاصمه. وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا.
فتأويل الكلام: وقال المشركون ما لهذا الرسول: يعنون محمدا (ص)، الذي يزعم أن الله بعثه إلينا، يأكل الطعام كما نأكل، ويمشي في أسواقنا كما نمشي. لولا أنزل