ظهرها ويشرب درها. ومنها تأكلون يعني من لحومها تأكلون. وقوله: وعليها وعلى الفلك تحملون يقول: وعلى الانعام وعلى السفن تحملون، على هذه في البر وعلى هذه في البحر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) *.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه داعيهم إلى طاعتنا وتوحيدنا والبراءة من كل معبود سوانا. فقال لهم نوح: يا قوم اعبدوا الله يقول: قال لهم:
ذلوا يا قوم لله بالطاعة. ما لكم من إله غيره يقول: ما لكم من معبود يجوز لكم أن تعبدوه غيره. أفلا تتقون يقول: أفلا تخشون بعبادتكم غيره عقابه أن يحل بكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فقال الملا الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين) *.
يقول تعالى ذكره: فقالت جماعة أشراف قوم نوح، الذين جحدوا توحيد الله وكذبوه، لقومهم: ما نوح أيها القوم إلا بشر مثلكم، إنما هو انسان مثلكم وكبعضكم، يريد أن يتفضل عليكم يقول: يريد أن يصير له الفضل عليكم، فيكون متبوعا وأنتم له تبع. ولو شاء الله لأنزل ملائكة يقول: ولو شاء الله أن لا نعبد شيئا سواه لأنزل ملائكة، يقول: لأرسل بالدعاء إلى ما يدعوكم إليه نوح ملائكة تؤدي إليكم رسالته. وقوله:
ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه نوح من أنه لا إله لنا غير الله في القرون الماضية، وهي آباؤهم الأولون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ئ قال رب انصرني بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) *.