يكفرون بالبعث، يقولون: إنما هي حياتنا هذه ثم نموت ولا نحيا، يموت هؤلاء ويحيا هؤلاء، يقولون: إنا الناس كالزرع يحصد هذا وينبت هذا: يقولون: يموت هؤلاء ويأتي آخرون. وقرأ: وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد وقرأ: لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ئ قال رب انصرني بما كذبون ئ قال عما قليل ليصبحن نادمين) *.
يقول تعالى ذكره: قالوا ما صالح إلا رجل اختلق على الله كذبا في قوله ما لكم من إله غير الله وفي وعده إياكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. وقوله: هو من ذكر الرسول، وهو صالح. وما نحن له بمؤمنين يقول: وما نحن له بمصدقين فيما يقول أنه لا إله لنا غير الله، وفيما يعدنا من البعث بعد الممات.] وقوله: قال رب انصرني بما كذبون يقول: قال صالح لما أيس من إيمان قومه بالله ومن تصديقهم إياه بقولهم وما نحن له بمؤمنين: رب انصرني على هؤلاء بما كذبون يقول: بتكذيبهم إياي فيما دعوتهم إليه من الحق. فاستغاث صلوات الله عليه بربه من أذاهم إياه وتكذيبهم له، فقال الله له مجيبا في مسئلته إياه ما سأل: عن قليل يا صالح ليصبحن مكذبوك من قومك على تكذيبهم إياك نادمين، وذلك حين تنزل بهم نقمتنا فلا ينفعهم الندم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين) *.
يقول تعالى ذكره: فانتقمنا منهم، فأرسلنا عليهم الصيحة فأخذتهم بالحق وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به وتكذيبهم رسوله. فجعلناهم غثاء يقول:
فصيرناهم بمنزلة الغثاء، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه، كما لا ينتفع به في شئ. فإنما هذا مثل، والمعنى: فأهلكناهم فجعلناهم كالشئ الذي لا منفعة فيه.