وقوله: يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقول: يكاد شدة ضوء برق هذا السحاب يذهب بأبصار من لاقى بصره. والسنا: مقصور، وهو ضوء البرق.) كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قوله: يكاد سنا برقه قال: ضوء برقه.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: يكاد سنا برقه يقول: لمعان البرق يذهب بالابصار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
يكاد سنا برقه يذهب بالابصار قال: سناه: ضوء يذهب بالابصار.
وقرأت قراء الأمصار: يكاد سنا برقه يذهب بفتح الياء من يذهب، سوى أبي جعفر القارئ فإنه قرأه بضم الياء: يذهب بالابصار.
والقراءة التي لا أختار غيرها هي فتحها، لاجماع الحجة من القراء عليها، وأن العرب إذا أدخلت الباء في مفعول ذهبت، لم يقولوا: إلا ذهب به، دون أذهبت به. وإذا أدخلوا الألف في أذهبت، لم يكادوا أن يدخلوا الباء في مفعوله، فيقولون: أذهبته، وذهبت به.
وقوله: يقلب الله الليل والنهار يقول: يعقب الله بين الليل والنهار ويصرفهما، إذا أذهب هذا جاء هذا، وإذا أذهب هذا جاء هذا. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار يقول: إن في إنشاء الله السحاب وإنزاله منه الودق ومن السماء البرد وفي تقليبه الليل والنهار، لعبرة لمن اعتبر به وعظة لمن اتعظ به ممن له فهم وعقل لان ذلك ينبئ ويدل على أنه له مدبرا ومصرفا ومقلبا، لا يشبهه شئ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير) *.
اختلفت القراء في قراءة قوله: والله خلق كل دابة من ماء فقرأته عامة قراء الكوفة غير عاصم: والله خالق كل دابة. وقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وعاصم: والله خلق كل دابة بنصب كل، وخلق على مثال فعل. وهما قراءتان مشهورتان متقاربتا