قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: ثاني عطفه قال: يعرض عن الحق.
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال الثلاثة متقاربات المعنى وذلك أن من كان ذا استكبار فمن شأنه الاعراض عما هو مستكبر عنه ولي عنقه عنه والاعراض.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله وصف هذا المخاصم في الله بغير علم أنه من كبره إذا دعي إلى الله أعرض عن داعيه لوى عنقه عنه ولم يسمع ما يقال له استكبارا.
وقوله: ليضل عن سبيل الله يقول تعالى ذكره: يجادل هذا المشرك في الله بغير علم معرضا عن الحق استكبارا، ليصد المؤمنين بالله عن دينهم الذي هداهم له ويستزلهم عنه. له في الدنيا خزي يقول جل ثناؤه: لهذا المجادل في الله بغير علم في الدنيا خزي وهو القتل والذل والمهانة بأيدي المؤمنين، فقتله الله بأيديهم يوم بدر. كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، له: في الدنيا خزي قال: قتل يوم بدر.] وقوله: ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق يقول تعالى ذكره: ونحرقه يوم القيامة بالنار. وقوله: ذلك بما قدمت يداك يقول جل ثناؤه: ويقال له إذا أذيق عذاب النار يوم القيامة: هذا العذاب الذي نذيقكه اليوم بما قدمت يداك في الدنيا من الذنوب والآثام واكتسبته فيها من الاجرام. وإن الله ليس بظلام للعبيد يقول: وفعلنا ذلك لان الله ليس بظلام للعبيد فيعاقب بعض عبيده على جرم وهو يعفو مثله عن آخر غيره، أو يحمل ذنب مذنب على غير مذنب فيعاقبه به ويعفو عن صاحب الذنب ولكنه لا يعاقب أحدا إلا على جرمه ولا يعذب أحدا على ذنب يغفر مثله لآخر إلا بسبب استحق به منه مغفرته. القول في تأويل قوله تعالى: