يقف قبل الهمزة فيقرأ: وبالآخرة تسكينا على اللام شيئا ثم يبتدئ بالهمزة وكذلك الأرض وشئ يقطع عند الياء من شئ كأنه يقف ثم يهمز وموضع (ما) خفض بالباء ويكره الوقف على (ما) لان الألف حرف منقوص التفسير وقال قتادة: " ما أنزل إليك " القرآن " وما أنزل من قبلك " الكتب الماضية وقد بينا أن الأولى حمل الآية على عمومها في المؤمنين وذكرنا الخلاف فيه والآخرة صفة الدار فحذف الموصوف قال الله تعالى: " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان " (1) ووصفت بذلك لمصيرها آخرة لا ولى قبلها كما يقال: جئت مرة بعد أخرى ويجوز أن يكون سميت بذلك لتأخيرها عن الخلق كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق وإيقانهم ما جحده المشركون من البعث والنشور والحساب والعقاب وروي ذلك عن ابن عباس والايقان بالشئ هو العلم به وسمي يقينا لحصول القطع عليه وسكون النفس إليه قوله تعالى:
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون القراءة أولئك بهمزتين وفيهم من يخففهما وحمزة يمد أولئك وأولئك اسم مبهم يصلح لكل حاضر تعرفه الإشارة كقولك ذاك في الواحد وأولاء جمع ذاك في المعنى ومن قصر قال أولا وأولالك وإذا أمددته لم يجز زيادة اللام لئلا يجتمع ثقل الهمزة وثقل الزيادة وتقول: أولاء للقريب وها أولئك للبعيد وأولئك للمتوسط وأضيف الهدى إلى الله لاحد الامرين:
أحدهما: لما فعل بهم من الدلالة على الهدى والايضاح له والدعاء إليه الثاني: لأنه يثيب عليه فعلى هذا يضاف الايمان بأنه هداية من الله