يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعني: هذا ذلك الكتاب وقال قوم: إنما أشار إلى ما كان نزل من القرآن بمكة من السور فقال ذلك والأول أقوى لأنه أشبه بأقوال المفسرين واما من حمل على أنه أشار به إلى التوراة والإنجيل فقد أبطل لأنه وصفه بأنه لا ريب فيه وانه هدى للمتقين وصف ما في أيديهم بأنه مغير محرف في قوله: " يحرفون الكلم عن مواضعه " (1) قوله تعالى:
لا ريب فيه:
القراءة - قرأ ابن كثير بوصل الهاء بياء في اللفظ وكذلك كل هاء كناية قبلها ياء ساكنة فإن كان قبلها ساكن غير الياء وصلها بالواو ووافقه حفص في قوله:
فيه مهانا ووافقه المنسى في قوله: وأشركه في أمري ووافقه قتيبة في قوله:
فملاقيه وسأصليه فمن كسر الهاء مع أن الأصل الضمة فلأجل الياء والكسرة اللتين قبلها والهاء تشبه الألف لأنها من حروف الحلق ولما فيها من الخفاء: فكما نحوا بالألف نحو الياء بالإمالة لأجل الكسرة والياء كذلك كسروا الهاء للكسرة والياء لتتجانس الصورتان وذلك حسن وتركوا الاشباع كراهية اجتماع المقاربة كما كرهوا اجتماع الأمثال ومن أشبع وأتبعها الياء فان الهاء وإن كانت خفية فليس يخرجها ذلك من أن تكون كغيرها من حروف المعجم التي لا خفاء فيها نحو الراء والصاد وان الهاء والنون عند الجميع في وزن الشعر بمنزلة الراء والصاد وإن كان في الراء تكرير وفي الصاد استطالة فإذا كان كذلك كان حجزها بين الساكنين كحجز غيرها من الحروف التي لا خفاء فيها المعنى:
ومعنى لا ريب فيه أي لا شك فيه والريب الشك وهو قول ابن عباس ومجاهد وعطاء والسدي وغيرهم وقيل: هو أشد الشك وهو مصدر رابني الشئ