فصد عن نهج السراط الواضح وقيل: إنه مشتق من " مسترط " الطعام وهو ممره في الحلق الصاد لغة قريش وهي اللغة الجيدة " وعامة العرب يجعلونها سينا والزاي لغة لعذرة وكعب وبني ألقين يقولون: أزدق فيجعلونها زايا إذا سكنت وأهل الحجاز يؤنثون الصراط كالطريق والسبيل والزقاق والسوق. وبنو تميم يذكرون هذا كله وأصل الاستقامة التقويم والاستواء في جهة الانتصار وهو ضد الاعوجاج فمنه القيام والتقويم والتقوم ومنه المقاومة لأنه بمنزلة المماثلة بما هو كالاستواء وتقاوموا في الامر إذا تماثلوا والاستقامة المرور في جهة واحدة وقيل في معنى قوله: " الصراط المستقيم " وجوه:
أحدها - إنه كتاب الله وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وعن علي عليه السلام وابن مسعود والثاني - انه الاسلام حكي ذلك عن جابر وابن عباس والثالث - انه دين الله عز وجل الذي لا يقبل من العباد غيره والرابع - انه النبي صلى الله عليه وآله والأئمة (ع) القائمون مقامه صلوات الله عليهم وهو المروي في أخبارنا التفسير والأولى حمل الآية على عمومها لأنا إذا حملناها على العموم دخل جميع ذلك فيه فالتخصيص لا معنى له قوله تعالى:
صراط الذين أنعمت عليهم آية - المعنى:
معناه بيان الصراط المستقيم إذا كان كل طريق من طرق الحق صراطا مستقيما والمعنى صراط من أنعمت عليهم بطاعتك