أم لا ترضون بذلك فتخيروا الآيات وتسألوا المحالات " كما سئل موسى " لان الله تعالى إنما يأتي بالآيات على ما يعلم فيها من المصلحة، فإذا اتى بآية تقوم بها الحجة فليس لأحد الاعتراض عليها، ولا له اقتراح غيرها. لأنه تعنت إذ قد صح البرهان بها.
وقوله: " ومن يتبدل الكفر بالايمان " معناه من يستبدل الكفر يعني الجحود بالله وبآياته بالتصديق بالله وبآياته وبالاقرار به. وقال بعضهم عبر بالكفر هاهنا عن الشدة وبالايمان عن الرخاء وهذا غير معروف في اللغة ولا العرف الا ان يراد بذلك الثواب والعقاب اللذان يستحقان عليهما فيكون له وجه في التنزيل.
قوله تعالى:
" ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شئ قدير " (109) آية واحدة.
المعنى بقوله: " ود كثير من أهل الكتاب " عن الحسن - النصارى واليهود.
وقال الزهري، وقتادة: كعب بن الاشراف، وعن ابن عباس حي بن اخطب، وأبو ياسر بن اخطب.
وحسدا نصب على أحد أمرين:
أحدهما - على الجملة التي قبله بدلا من الفعل. كأنه قال: حسدوكم حسدا كأنه قال: نحسدك حسدا.
والآخر: أن يكون مفعولا. كأنه قال: يردونكم لأجل الحسد كما تقول:
جئته خوفا منه. تقول حسدت احسد حسدا، وحسدتك على الشئ، وحسدتك الشئ بمعنى واحد. قال الشاعر:
فقلت إلى الطعام فقال منهم * فريق نحسد الانس الطعاما (1)