اللغة:
وأم على ضربين: متصلة، ومنفصلة: فالمتصلة عديلة الألف وهي مفرقة لما جمعته اي. كما أن أو مفرقة لما جمعته أحد تقول: اضرب أيهم شئت أزيدا أم عمرا أم بكرا. والمنفصلة غير المعادلة لألف الاستفهام قبلها لا يكون الا بعد كلام، لأنها بمعنى بل والألف كقول العرب: إنها لابل أم شاة كأنه قال: بل شاة هي.
ومنه قوله: " ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه " (1) كأنه قال: بل يقولون: افتراه. وكذلك " أم تريدون " كأنه قيل: بل تريدون وقال الأخطل.
كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا (2) وقال الفراء: إن شئت قلت قبله استفهام فترده عليه. وهو قوله: " ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير " وقال الرماني في هذا بعد أن تكون على المعادلة ولابد ان يقدر له أم تعلمون خلاف ذلك " فتسألون رسولكم كما سئل موسى من قبل " والمعنى (3) أنهم يتخيرون الآيات ويسألون المحالات. كما سئل موسى، فقالوا:
" اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " وقالوا " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " (4) وهذا الوجه اختاره البلخي والمغربي وحكي عن بعضهم أن ذلك عطف على قوله:
" أفتؤمنون ببعض الكتاب " (5) وقيل أيضا لما قيل لهم قولوا: " انظرنا واسمعوا " (6) كان تقدير الكلام فهل تعقلون هذا أم تريدون ان تسألوا رسولكم.