العانة، وتقليم الأظفار، ونتف الإبطين والاستنجاء. وفي احدى الروايتين عن ابن عباس أنه ابتلاه من شرائع الاسلام بثلاثين شيئا عشرة منها في براءة " التائبون العابدون الحامدون. إلى اخرها " وعشرة في الأحزاب: " ان المسلمين والمسلمات إلى اخرها " وعشرة في سورة المؤمنين: إلى قوله " والذين هم على صلاتهم يحافظون " وعشرة في سأل سائل إلى قوله: " والذين هم على صلاتهم يحافظون " فجعلها أربعين سهما وفي رواية ثالثة عن ابن عباس انه امره بمناسك الحج: الوقوف بعرفة والطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار (1) والإفاضة. قال الحسن: ابتلاه الله بالكوكب وبالقمر وبالشمس، وبالختان وبذبح ابنه، وبالنار، وبالهجرة وكلهن وفى لله فيهن. وقال مجاهد: ابتلاه الله بالآيات التي بعدها وهي " اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " وقال الجبائي: أراد بذلك كلما كلفه (2) من طاعاته العقيلة والشرعية.
وقوله: (فأتمهن) معناه وفى بهن على قول الحسن وقال قتادة والربيع:
عمل بهن، فأتمهن. وقال البلخي: الضمير في أتمهن راجع إلى الله. وهو اختيار الحسين بن علي المغربي. قال البلخي: الكلمات هي الإمامة على ما قال مجاهد. قال:
لان الكلام متصل، ولم يفصل بين قوله: " اني جاعلك للناس اماما " وبين ما تقدمه بواو، فأتمهن الله بان أوجب بها الإمامة له بطاعته، واضطلاعه، ومنع ان ينال العهد الظالمين من ذريته، واخبره بان منهم ظالما فرضي به وأطاعه وكل ذلك ابتلاء واختبار.
اللغة:
والتمام والكمال والوفاء نظائر. وضد التمام النقصان. يقال: تم تماما، وأتم إتماما.
واستتم استتماما. وتمم تتميما وتتمة. وتتمة كل شئ: ما يكون تمامه بغايته كقولك:
هذه الدراهم تمام هذه المأة. وتتمة هذه المأة. التم: الشئ التمام. تقول جعلته لك تماما