اغلف وغلف مثل احمر وحمر فكأنهم قالوا: قلوبنا أوعية فلم لا تعي ما تأتينا به قالوا كما " قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي اذانا وقر ومن بيننا وبينك حجاب " أي لا تفقه لأنها في حجاب. ومنه يقال للرجل الذي لم يختن أغلف والمرأة غلفاء ويقال للسيف إذا كان في غلاف أغلف وقوس غلفاء: وجمعها غلف وكذلك كل لغة على وزن افعل للذكر والأنثى فعلاء يجمع على فعل مضمومة الأول ساكنة الثاني نحو احمر وحمر واصفر وصفر فيكون ذلك جمعا للتذكير والتأنيث ولا يجوز ثقيل عين الفعل إلا في ضرورة الشعر. قال طرفه:
أيها الفتيان في مجلسنا * جردوا منها ورادا وشقر (1) فحرك لضرورة الشعر. ومن قرأ " غلف " مثقلا قال: هو جمع غلاف مثل مثال ومثل وحمار وحمر. فيكون معناه إن قلوبنا أوعية للعلم فما بالها لا تفهم، وهي أوعية للعلم. ويجوز أن يكون التسكين عين التثقيل (2) مثل رسل ورسل. وقال عكرمة غلف: أي عليها طابع. والمعنى عندنا ان الله اخبر ان هؤلاء الكفار ادعوا ان قلوبهم ممنوعة من القبول وذهبوا إلى أن الله منعهم من ذلك، فقال الله ردا عليهم " بل لعنهم الله بكفرهم " أي انهم لما كفروا فألفوا كفرهم واشتد اعجابهم به ومحبتهم إياه، منعهم الله، من الألطاف والفوائد - ما يؤتيه المؤمنين ثوابا على ايمانهم وترغيبا لهم في طاعتهم، وزجر الكافرين عن كفرهم، لان من سوى بين المطيع والعاصي له، فقد أساء إليها. وفي الآية رد على المجبرة أيضا، لأنهم قالوا: مثل ما يقول اليهود من أن على قلوبهم ما يمنع من الايمان ويحول بينهم وبينه، وكذبهم الله تعالى في ذلك بأن لعنهم وذمهم. فدل على أنهم كانوا مخطئين، كما هم مخطئون. وقال أبو علي الفارسي: ما يدرك به المعلومات من الحواس وغيرها، إذ اذكر بأنه لا يعلم وصف بان عليه مانعا كقوله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها " (3).
فان الفعل لما كان مانعا من الدخول إلى المقفل عليه شبه القلوب به. ومثله قوله: