فيه وسبيل غيره سواء. ومن لم يجز انقلابه حيا، فأول الخوار على أن السامري جعل فيه خروقا، فدخلها الريح فحدث فيه صوت كالخوار.
وإنما قال: " وأنتم ظالمون " يعني ظالمي أنفسهم إذا دخلوا عليها الضرر بما يستحقون على عبادته من العقوبة والظلم. وقد يكون للنفس وقد يكون للغير.
وإنما وصفوا بأنهم اتخذوا العجل إلها وهي صفة ذم لهم بما لم يفعلوا لرضاهم بما كان عليه اسلافهم، وسلوكهم طرائقهم في المخالفة لامر الله، والذم على الحقيقة على افعالهم فإن كان اللفظ على افعال اسلافهم فاخرج اللفظ مخرج من كأنهم فعلوا ذلك لسلوكهم تلك الطرق وعدولهم إلى المخالفة. فالذم متعلق بما كان منهم في الحقيقة، فان قيل:
هل هذا الميقات في قوله: واعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر. قيل: قال أبو علي وأبو بكر بن اخشاذ واسمه أحمد بن علي ان هذا ذاك وفي الناس من قال:
هو غيره والأول أظهر، وإنما ذكر الثلاثين وأتمها بعشر والأربعين قد تكمل بعشرين وعشرين، لان الثلاثين أراد بها ذا القعدة وذا الحجة فذكر هذا العدد لمكان الشهر ثم ذكر ما يتم به العدد أربعين ليلة.
وإنما قال " أربعين ليلة " ولم يقل أربعين يوما، لتضمن الليالي الأيام على قول المبرد، ومعنى ذلك: انه إذا ذكرت الليالي دخلت فيها الأيام وليس إذا ذكرت الأيام دخلت الليالي فيها. هكذا هو الاستعمال، والصحيح ان العرب كانت تراعي في حسابها الشهور والأيام والأهلة. فأول الشهر الليالي ولذلك أرخت بالليالي وغلبتها على الأيام ولذلك صارت الأيام تابعة لليالي. واكتفى بذكر الليالي من الأيام، فقيل لعشر خلون. ولم يقولوا لعشرة لأنه جرى على ما جرى على الليالي.
" واتخذ " قال الرماني: وزنه افتعل واصله يتخذ فقلبت الياء تاء وأدغمت في التاء التي بعدها وقال أبو علي يتخذت وليس من اخذت، لان الهمزة لا تبدل من الياء ولا تبدل الياء منها واتخذت لا تكون افتعلت من اخذت وتكون أبدلت الهمزة ياء ثم أدغمت في التاء كما قالوا يسر الجزور وهو من اليسر لأنه لا يجوز على قول أصحابنا لاختلاف الحرفين وفائدة الآية التعجب من قولهم إذ كانوا في مقدار هذه المدة