من أمتي: وإنما قلنا لا تكون في زيادة المنافع، لأنها لو استعملت في ذلك، لكان أحدنا شافعا في النبي " ص " إذا سأل الله ان يزيده في كراماته وذلك خلاف الاجماع فعلم بذلك ان الشفاعة مختصة بما قلناه وعلم بثبوت الشفاعة ان النفي في الآية يختص بالكفار دون أهل القبلة والآيات الباقيات (1) نتكلم عليها إذا انتهينا إليها إن شاء الله والشفاعة ثبت عندنا للنبي " ص " وكثير من أصحابه ولجميع الأئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين وقيل إن نفي الشفاعة في هذه الآية يختص باليهود من بني إسرائيل ، لأنهم ادعوا انهم أبناء الله وأحباؤه وأولاد أنبيائه، وان اباءهم يشفعون إليه فأيسهم الله من ذلك، فاخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص ولابد من تخصيص الآية لكل أحد، لان المعتزلة والقائلين بالوعيد يثبتون شفاعة مقبولة - وان قالوا إنها في زيادة المنافع - واصل الشفاعة ان يشفع الواحد للواحد فيصير شفعا ومنه الشفيع لأنه يصل جناح الطالب ويصير ثانيا له والذي يدل على أن الشفاعة في اسقاط الضرر قول شاعر غطفان انشده المبرد:
وقالوا أتعلم ان مالك ان تصب * يفدك وان يحبس يديل ويشفع (2) واستعملت في زيادة المنافع أيضا - وإن كان مجازا لما مضى - قال الحطيئة في طلب الخير:
وذاك امرؤ ان تاته في صنيعة * إلى ما له لم تأته بشفيع وقد استعملت الشفاعة بمعنى المعاونة انشد بعضهم للنابغة:
اتاك امرؤ مستعلن لي بغصة * له من عدو مثل مالك شافع أي معين وقال الأحوص:
كأن من لا مني لا صرمها * كانوا لليلى بلومهم شفعوا أي تعاونوا قوله: " لا يؤخذ منها عدل "