فيها من تلاوة القرآن والدعاء والخضوع لله تعالى، والاخبات فان في ذلك معونة على ما تنازع إليه النفس من حب الرياسة والأنفة من الانقياد إلى الطاعة والضمير في قوله: " وإنها لكبيرة " عائد على الصلاة عند أكثر المفسرين وقال قوم: عائد إلى الإجابة للنبي (عليه السلام وهذا ضعيف، لأنه لم يجر للإجابة ذكر ولا هي معلومة، إلا بدليل غامض وليس ذلك كقوله " أنا أنزلناه " لان ذلك معلوم ورد الضمير على واحد، وقد تقدم ذكر شيئيين فيه قولان: أحدهما:
- انها راجعة إلى الصلاة دون غيرها على ظاهر الكلام، لقربها فيه ولأنها الا هم والأفضل ولتأكيد حالها وتفخيم شأنها وعموم فرضها والآخر - أن يكون المراد الاثنين وإن كان اللفظ واحدا كقوله: " والله رسوله أحق ان يرضوه " (1) قال الشاعر:
اما الوسامة أو حسن النساء فقد * أوتيت منه أو ان العقل محتنك (2) وقال البرجمي:
فمن يك امسى بالمدينة رحله * فاني وقيار بها لغريب (3) وقال ابن احمد:
رماني بأمر كنت منه ووالدي * بريا ومن طول الطوي رماني (4) وقال آخر:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف (5) وقوله " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها " قال قوم: اللفظ واحد والمراد به اثنان وقال الفراء: راجع إلى التجارة لان تجارة جاءت فضربوا بالطبل فانصرف الناس إليها والاستعانة في الآية المأمور بها على ما تنازع إليه نفوسهم من حب الرياسة وغلبة الشهوة للذة العاجلة والاستعانة بالصبر على المشقة بطاعة الله ومعنى (الكبيرة) ههنا أي ثقيلة - عند الحسن والضحاك وأصل ذلك ما يكبر ويثقل على الانسان