في الشجرة التي نهى الله آدم عنها فقال ابن عباس: هي السنبلة وقال ابن مسعود والسدي وجعفر بن زهير: هي الكرمة وقال ابن جريج هي التينة وروي عن علي (عليه السلام) أنه قال: شجرة الكافور وقال الكلبي: شجرة العلم على الخير والشر وقال ابن جذعان: هي شجرة الخلد التي كان يأكل منها الملائكة والأقاويل الثلاثة الأولة أقرب " فتكونا من الظالمين " الظلم والجور والعدوان متقاربة وضد الظلم الانصاف وضد الجور العدل واصل الظلم انتقاص الحق لقوله تعالى: " كلتا الجنتين أتت اكلها ولم تظلم منه شيئا " أي لم تنقص وقيل: أصله وضع الشئ في غير موضعه من قولهم: من يشبه أباه فما ظلم أي فما وضع الشبه في غير موضعه وكلاهما مطرد وعلى الوجهين فالظلم اسم ذم ولا يجوز أن يطلق إلا على مستحق اللعن لقوله:
" ألا لعنة الله على الظالمين " ولا يجوز اطلاقه على أنبياء الله تعالى ولا الأئمة المعصومين وظالم ومسئ وجائر: أسماء ذم وهو فاعل لما يستحق به الذم من الضرر وضدها عادل ومنصف ومحسن وهي من صفات المدح ويقول المعتزلة لصاحب الصغيرة: ظالم لنفسه ومن نفى الصغيرة عن الأنبياء من الامامية قال: يجوز أن يقال: ظالم لنفسه إذا بخسها الثواب كقوله " ظلمت نفسي " وقوله: " إني كنت من الظالمين " حكاية عن يونس من حيث بخس نفسه الثواب بترك المندوب إليه والظلم هو الضرر المحض الذي لا نفع فيه أو عليه آجلا، ولا فيه دفع ضرر أعظم منه ولا هو واقع على وجه المدافعة، ولا هو مستحق فما هذه صفته يستحق به الذم إذا وقع من مختار عالم أو متمكن من العلم به وروي ان الله تعالى ألقى على آدم النوم، وأخذ منه ضلعا فخلق منه حواء وليس يمتنع أن يخلق الله حواء من جملة جسد آدم بعد أن لا يكون جزء، أو مما لا يتم كون الحي حيا إلا معه، لان ما هذه صفته لا يجوز أن ينقل إلى غيره، أو يخلق منه حي آخر من حيث يؤدي إلى أن لا يصل الثواب إلى مستحقه، لان المستحق لتلك الجملة بأجمعها وهذا قول الرماني وغيره من المفسرين، ولذلك قيل للمرأة: ضلع أعوج وقيل سميت امرأة