إليهما قال له: حدث قومك ما حدثتني قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني أسرى بي الليلة " قالوا: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: " نعم " قال: فمن بين مصعق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب زعموا وقالوا: تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فذهبت أنعت لهم فمازلت أنعت لهم وأنعت حتى التبس على فجئ بالمسجد وأنا انظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو دار عقال فنعته وأنا انظر إليه " قال القوم: أما النعت فهو والله أصاب.
(22) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق فركبه خلف جبريل فسار بهما فكان إذا أتى على جل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا في أرض غمة مبنية فسار بنا حتى أفضينا إلى أرض فيها طينة فقلت:
يا جبريل إنا كنا نسير في أرض غمة مبنية حتى أفضينا إلى أرض فيها طينة فقال:
تلك أرض النار وهذه أرض الجنة قال: فأتيت ثم مضيت فإذا أنا برجال قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يقطعون لحومهم فيصعرونهم إياها بدمائها قلت:
من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمازون اللمازون ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول الله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) قال: ثم مضيت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الظئورات * يقتلن أولادهن قال: ثم مضيت حتى انتهيت إلى سائلة آل فرعون فإذا رجال بطونهم كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا فيوقفون لآل فرعون ظهورهم وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردا بأرجلهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء أكلة الربا ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) فإذا عرض آل فرعون على النار قالوا:
ربنا لا تقوم الساعة لما يرون من عذاب الله قال: ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد