وإن سرت في الساعة التي آمرك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت، فقال علي:
ما كان لمحمد - صلى الله عليه وسلم - منجم ولا لنا من بعده.
هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال: إن حسبت علمت، قال: من صدقك بهذا القول كذب القرآن، قال الله - عز وجل -: " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) ما كان محمد يدعي علم ما ادعيت علمه، تزعم أنك تهدى إلى الساعة التي يصيب السوء من سار فيها؟ قال: نعم. قال: من صدقك بهذا القول استغنى عن الله في صرف المكروه عنه، وينبغي للمقيم بأمر أن يوليك الأمر دون الله ربه لأنك تزعم هديته إلى الساعة التي ينجو من السوء من سار فيها، فمن آمن بهذا القول آمن عليه أن يكون كمن اتخذ دون الله ندا وضدا، اللهم لا طائر إلا طائرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك. نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة التي تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: " يا أيها الناس إياكم وتعليم هذه النجوم إلا ما نهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إنما المنجم كالكافر والكافر في النار، والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك الحبس ما بقيت وبقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان ".
ثم سار في الساعة التي نهاه عنها، فأتى أهل النهروان فقتلهم، ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فطرقنا أو ظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي أمرنا بها المنجم، ما كان لمحمد منجم ولا لنا من بعده، فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان، أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي مما سواه 12 - باب ما جاء في السحر:
(540) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، ثنا حريز بن عثمان، عن أبي خداش، أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن لصاحبي على غلظة، فإن رأيت أن تجعل له شيئا أعطفه على، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أف أف - ثلاثا - لقد آذيت أهل السماوات وأهل الأرضين وكدرت الطين " قال: فانطلقت فحلقت رأسها ولبست السواد ولحقت بالجبال، قال: فذكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " ما أدري هل تقبل لها توبة ".