وحول وجهه ودخل أبي بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعها، فلما غفرا غمزتهما فخرجتا)) فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب، وكان اليوم يوم عيد فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوت امرأة أجنبية أو صبي أمرد صوته وصورته يغني بما يدعو إلى الزنا والفجور وشرب الخمور من آلات اللهو التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث مع التصفيق والرقص وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد ويحتجون بغناء جويريتين حتى غير مكلفتين بغير شبابة ولا دف ولا رقص ولا تصفيق ويدعون المحكم الصريح لهذا المتشابه وهذا شأن كل مبطل. نعم لا نحرم ولا نكره مثل ما كان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الوجه وإنما نحرم نحن وأهل العلم السماع المخالف لذلك انتهى.
(باب كراهية الغناء والزمر) في القاموس: زمر يزمر زمرا وزمر تزميرا فإن غنى في القصب وهي زامرة وهو زمار وزامر قليل وفعلهما الزمارة كالكتابة، ومزامير داود ما كان يتغنى به من الزبور وضروب الدعاء جمع مزمار ومزمور، والزمارة كجبانة ما يزمر به كالمزمار.
(أحمد بن عبيد الله) بن سهل أبو عبد الله البصري. قال أبو حاتم صدوق (الغداني) بضم المعجمة وفتح المهملة مخففة آخره نون نسبة إلى غدانة بن يربوع ابن حنظلة (أخبرنا الوليد بن مسلم) أبو العباس الدمشقي من رجال الكتب الستة روى عنه أحمد وإسحاق وابن المديني وأبو خيثمة قال ابن مسهر: يدلس وكان من ثقات أصحابنا، ووثقه العجلي النبي ويعقوب بن شيبة.
وقد صرح بالتحديث (أخبرنا سعيد بن عبد العزيز) أبو محمد الدمشقي وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي. وقال الحاكم هو لأهل الشام كمالك لأهل المدينة (عن سليمان بن موسى) الزهري الكوفي نزيل دمشق. قال أبو حاتم: محله الصدق صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقاة والله أعلم (فوضع) أي ابن عمر رضي الله عنه (ونأى) أي بعد (وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا فقلت لا) وفي رواية أحمد: يا نافع أتسمع؟ فأقول نعم فيمضي حتى قلت: لا