بعدها خاء معجمة أي لا تخفي إثم السرقة عنه أو العقوبة بدعائك عليه. زاد أحمد ((ودعيه)) وكأنه صلى الله عليه وسلم رآها وهي في الغضب فأشار إلى أن مقتضي الغضب تتميم العقوبة له والدعاء عليه يخفف العقوبة عنه فاللائق بذلك ترك الدعاء، ومراده صلى الله عليه وسلم أن تترك الدعاء لا أن تتم له العقوبة كذا في فتح الودود.
قال في النهاية: لا تسبخي عنه بدعائك عليه أي لا تخففي عنه الإثم الذي استحقه بالسرقة انتهى.
قال الخطابي: ومن هذا سبائخ القطن وهي القطع المتطايرة عند الندف.
قال المنذري: وقد تقدم في كتاب الصلاة.
(باب في هجرة الرجل أخاه) (لا تباغضوا) أي لا تتعاطوا أسباب البغض لان البغض لا يكتسب ابتداء (ولا تحاسدوا) أي لا يتمن بعضكم زوال نعمة بعض سواء أرادها لنفسه أو لا (ولا تدابروا) بحذف إحدى التاءين فيه وفيما قبله من الفعلين، أي لا تقاطعوا ولا تولوا ظهوركم عن إخوانكم ولا تعرضوا عنهم، مأخوذ من الدبر لأن كلا من المتقاطعين يولي دبره صاحبه (فوق ثلاث ليال) أي بأيامها، وإنما جاز الهجر في ثلاث وما دونه لما جبل عليه الآدمي من الغضب فسومح بذلك القدر ليرجع فيها ويزول ذلك العرض ولا يجوز فوقها وهذا فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع واجبة على مر الأوقات ما لم يظهر منه التوبة والرجوع إلى الحق.
قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
(يلتقيان) أي يتلاقيان وهو استئناف لبيان كيفية الهجران (فيعرض) عطف على يلتقيان