قال المنذري: في إسناده محمد بن إسحاق بن يسار وقد تقدم الكلام عليه.
(لا يلدغ) بصيغة المجهول. واللدغ بالفارسية كزيدن ماروكردم عمرو (من جحر) بضم جيم وسكون حاء أي ثقب وخرق (مرتين) أي مرة بعد أخرى.
قال الخطابي في المعالم: هذا يروي على وجهين من الاعراب أحدهما بضم الغين على الخبر معناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به وقد قيل إنه عليه السلام أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا. والوجه الآخر أن تكون الرواية بكسر الغين على النهي يقول عليه السلام لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر وليكن حذرا مستيقظا، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة انتهى.
والحديث ورد حين أسر النبي صلى الله عليه وسلم أبا غرة الشاعر يوم بدر فمن عليه وعاهده أن لا يحرض عليه ولا يهجوه وأطلقه فلحق بقومه ثم رجع إلى التحريض والهجاء ثم أسره يوم أحد فسأله المن فقاله.
قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة.
(باب في هدي الرجل) بفتح الراء المهملة وسكون الجيم جمع راجل وهو خلاف الفارس. والهدي السيرة أي هذا باب في سيرة الماشين على القدمين. ويحتمل أن يكون الرجل بفتح الراء وضم الجيم ولكن ليس المراد منه ههنا معناه المعروف، أعني الذكر من نوع الانسان خلاف المرأة، بل المراد هو الراجل خلاف الفارس، لان الرجل قد يطلق على الراجل.
قال في لسان العرب: قد يأتي رجل بمعنى راجل قال الزبرقان بن بدر:
آليت لله حجا حافيا رجلا إن جاوز النخل يمشي وهو مندفع وقال في المصباح المنير: ويطلق الرجل على الراجل وهو خلاف الفارس وجمع الراجل رجل مثل صاحب وصحب انتهى.