بفتح الفاء وكسر الراء المشددة هكذا نقله القاضي عن متقني شيوخهم وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء يقال فرد الرجل وفرد بالتخفيف والتشديد وأفرد قاله النووي أي المعتزلون عن الناس للتعبد (المستهترون في ذكر الله) بضم الميم وفتح التاءين قال في النهاية يعني الذين أولعوا به يقال هتر فلان بكذا واستهتر فهو مهتر به ومستهتر أي مولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل غيره انتهى وقال المنذري المستهترون بذكر الله هم مولعون به المداومون عليه لا يبالون ما قيل فيهم ولا ما فعل بهم ولفظ مسلم في الجواب قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات (يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا) بكسر الخاء المعجمة جمع خفيف ضد الثقيل أي يذهب الذكر عنهم أوزارهم أي ذنوبهم التي تثقلهم قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه مسلم والحاكم وأخرجه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء قوله (أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) أي من الدنيا وما فيها من الأموال وغيرها قال ابن العربي أطلق المفاضلة بين قول هذه الكلمات وبين ما طلعت عليه الشمس ومن شرط المفاضلة استواء الشيئين في أصل المعنى ثم يزيد أحدهما على الآخر وأجاب بما حاصله أفعل قد يراد به أصل الفعل لا المفاضلة كقوله تعالى خير مستقرا وأحسن مقيلا ولا مفاضلة بين الجنة والنار وقيل يحتمل أن يكون المراد أن هذه الكلمات أحب إلي من أن يكون لي الدنيا فأتصدق بها والحاصل أن الثواب المترتب على قول هذا الكلام أكثر من ثواب من تصدق بجميع الدنيا قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم والنسائي وابن أبي شيبة وأبو عوانة قوله (ثلاثة لا ترد دعوتهم الخ) تقدم هذا الحديث مع شرحه بأطول من هذا وأتم في باب صفة الجنة ونعيمها
(٤٠)