السبعين وأدنى مراتب الأنواع نوع مضرة الفقر قال القاري والمراد الفقر القلبي الذي جاء في الحديث كاد الفقر أن يكون كفرا لأن قائلها إذا تصور معنى هذه الكلمة تقرر عنده وتيقن في قلبه أن الأمر كله بيد الله وأنه لا نفع ولا ضر إلا منه ولا عطاء ولا منع إلا به فصبر على البلاء وشكر على النعماء وفوض أمره إلى الله تعالى ورضي بالقدر انتهى قلت حديث كاد الفقر أن يكون كفرا رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس كما في الجامع الصغير قال المناوي في شرحه إسناده واه وقال صاحب المجمع في تذكرة الموضوعات ضعيف ولكن صح من قول أبي سعيد ثم تقييد الفقر بالقلبي لا حاجة إليه كما لا يخفى قوله (هذا حديث إسناده ليس بمتصل مكحول لم يسمع من أبي هريرة) قال المنذري في الترغيب بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه ورواه النسائي والبزار مطولا ورفعا ولا ملجأ من الله إلا إليه ورواتهما ثقات محتج بهم ورواه الحاكم وقال صحيح ولا علة له ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أعلمك أو ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة تقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيقول الله أسلم عبدي واستسلم وفي رواية له وصححها أيضا قال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه ذكره في حديث قوله (لكل نبي دعوة مستجابة) قال النووي معناه أن كل نبي له دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من إجابتها وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب وذكر القاضي عياض أنه يحتمل أن يكون المراد لكل نبي دعوة لأمته كما في الروايتين الأخيرتين يعني من روايات مسلم بلفظ لكل نبي دعوة دعاها لأمته وبلفظ لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وزاد مسلم في رواية فتعجل كل نبي دعوته (وإني اختبأت دعوتي) أي ادخرتها وجعلتها خبيئة من الاختباء وهو السر (شفاعة لأمتي) أي أمة الإجابة يعني لأجل أن أصرفها لهم خاصة بعد العامة وفي جهة الشفاعة أو حال كونها شفاعة (وهي) أي الشفاعة (نائلة) أي واصلة حاصلة (إن شاء الله) هو على جهة التبرك والامتثال لقوله تعالى ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله (من مات) في محل نصب على أنه مفعول به لنائله (منهم) أي من أمتي
(٤٥)