مساويه فإن تركه من محاسن الأخلاق دلهم صلى الله عليه وسلم على المجاملة وحسن المعاملة مع الأحياء والأموات ويؤيده حديث اذكروا أمواتكم بالخير وقيل إذا مات فاتركوا محبته والبكاء عليه والتعلق به والأحسن أن يقال فاتركوه إلى رحمة الله تعالى فإن ما عند الله خير للأبرار والخير أجمع فيما اختار خالقه وقيل أراد به نفسه أي دعوا التحسر والتلهف علي فإن في لله خلفا عن كل فائت وقيل معناه إذا مت فدعوني ولا تؤذوني وأهل بيتي وصحابتي وأتباع ملتي قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الدارمي وأخرجه ابن ماجة عن ابن عباس إلى قوله لأهلي قوله (عن الوليد) بن هشام ويقال ابن أبي هشام الكوفي مولى همدان مستور (عن زيد بن زائدة) ويقال ابن زائد بغير هاء مقبول من الثانية قوله (لا يبلغني) بتشديد اللام ويخفف وهو نفي بمعنى النهي أي لا يوصلني (من أحد) أي من قبل أحد (شيئا) أي مما أكرهه وأغضب عليه وهو عام في الأفعال والأقوال بأن شتم أحدا واذاه قال فيه خصلة سوء (فإني أحب أن أخرج إليهم) أي من البيت وألاقيهم (وأنا سليم الصدر) أي من مساويهم جملة حالية قال ابن الملك والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم وهذا تعليم للأمة أو من مقتضيات البشرية (فأتى) بصيغة المجهول (بمال) الباء للتعدية (ما أراد محمد بقسمته التي قسمها وجه الله ولا الدار الآخرة) أي أنه لم يعدل في هذه القسمة (فنثيت) يقال نثيت الخبر ونثوته إذا حدثت به وأشعته (حين سمعتها) أي حين سمعت مقولتهما (دعني عنك) أي اتركني عنك ولا تتعرض
(٢٧٠)