من الكسل والعجز والبخل) قد تقدم تفسير هذه الألفاظ (وبهذا الإسناد) أي بالإسناد المتقدم (من الهرم) قال النووي المراد من الاستعاذة من الهرم الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس والضبط والفهم وتشويه بعض المنظر والعجز عن كثير من الطاعات والتساهل في بعضها (وعذاب القبر) من الضيق والظلمة والوحشة وضرب المقمعة ولدغ العقرب والحية وأمثالها ومما يوجب عذابه من النميمة وعدم التطهير ونحوها قوله (وهذا حديث حسن صحيح) وأخرجه ابن مسلم والنسائي مطولا قوله (أخبرنا محمد بن يوسف) هو الضبي الفريابي (عن ابن ثوبان) هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (عن أبيه) أي ثابت بن ثوبان العنسي الشامي ثقة من السادسة (عن عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي أبي الوليد المدني أحد النقباء بدري مشهور مات بالرملة سنة أربع وثلاثين وله اثنتان وسبعون سنة وقيل عاش إلى خلافة معاوية قوله (إلا آتاه الله إياها) أي تلك الدعوة وفي حديث جابر ما من أحد يدعو بدعاء إلا اتاه الله ما سأل (أو صرف) أي دفع (عنه) أي عن الداعي (من السوء) أي البلاء النازل أو غيره في أمر دينه أو دنياه أو بدنه (مثلها) أي مثل تلك الدعوة كمية وكيفية إن لم يقدر له وقوعه في الدنيا ما لم يدع بمأثم المأثم الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه ووقع في بعض النسخ بإثم (أو قطيعة رحم) تخصيص بعد تعميم والقطيعة أي الهجران والصد أي ترك البر إلى الأهل والأقارب (إذا) أي إذا كان الدعاء لا يرد منه شئ ولا يخيب الداعي في شئ منه (نكثر) أي من الدعاء لعظيم فوائده (قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله أكثر) قال الطيبي أي الله أكثر إجابة من دعائكم وقيل إن معناه فضل الله أكثر أي ما يعطيه من فضله وسعة كرمه أكثر مما يعطيكم في مقابلة دعائكم وقيل الله أغلب في الكثرة فلا تعجزونه في
(١٨)