باب فتح مكة حرسها الله تعالى (أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إبراهيم وعمران بن موسى قالا ثنا شيبان ابن فروخ ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وفدت وفود إلى معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله فقلت ألا اصنع طعاما وادعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام فصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشى فقلت الدعوة عندي الليلة قال سبقتني؟ قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة ألا أعلمكم حديثا من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ثم ذكر فتح مكة فقال اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته فنظر فرآني فقال أبو هريرة؟ قلت لبيك يا رسول الله قال فندب الأنصار فقال لا يأتينا الا أنصاري فأطافوا به - زاد أبو داود قال فقال اهتف بالأنصار ولا تأتني الا بانصاري قال ففعلته قال شيبان في روايته وأوبشت قريش أوباشا لها واتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شئ كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترون إلى أوباش قريش واتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال حتى توافوني بالصفا، زاد أبو داود في روايته احصدوهم حصدا، قال شيبان في روايته قال وانطلقنا فما شاء أحد منا ان يقتل أحدا الا قتله وما أحد يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، زاد أبو داود في روايته من القى السلاح فهو آمن، قال شيبان في روايته فقالت الأنصار بعضهم لبعض اما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته فقال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضى الوحي فلما قضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار! قالوا لبيك رسول الله قال قلتم اما الرجل فأدركته رغبة في قرابته قالوا قد كان ذاك قال كلا انى عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله واليكم المحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا الا الضن بالله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقبل إلى الحجر فاستلمه فطاف بالبيت فأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس وهو آخذ بسية القوس فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا
(١١٧)