لأنه كان لا يخاف عليه في الرد لمكان أبيه وكذلك أشار على أبي بصير بالرجوع إليهم في الابتداء لذلك والله أعلم - وسيرد كلام الشافعي إن شاء الله عليه في كتاب الجزية - (وفى مثل هذا ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو بكر القاضي وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج ان الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه ان أبا رافع رضي الله عنه أخبره انه اقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القى في قلبي الاسلام فقلت يا رسول الله انى والله لا ارجع إليهم ابدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا أخيس بالعهد ولا احبس البرد ولكن ارجع فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن فارجع قال فرجعت إليهم ثم أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت قال بكير وأخبرني ان أبا رافع كان قبطيا - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وقد سمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال ما منعني ان اشهد بدرا الا انى خرجت انا وأبى حسيل قال فأخذنا كفار قريش فقالوا انكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد الا المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفى لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وهذا لأنه لم يؤد انصرافهما إلى ترك فرض إذ لم يكن خروجهما واجبا عليهما ولا إلى ارتكاب محظور والعود إليهم والإقامة بين أظهرهم مما لا يجوز إذا كان يخاف الفتنة على نفسه في العود والله أعلم - باب ما يجوز للأسير أو من قدم ليقتل والرجل بين الصفين في ماله (أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بعض أهل المدينة عن محمد بن عبد الله عن الزهري ان مسرفا قدم يزيد بن عبد الله بن زمعة يوم الحرة ليضرب عنقه فطلق امرأته ولم يدخل بها فسألوا أهل العلم فقالوا لها نصف الصداق ولا ميراث لها - (وباسناده أخبرنا) الشافعي أنبأ بعض أهل العلم عن هشام عن أبيه ان عامة صدقات الزبير رضي الله عنه تصدق بها وفعل أمورا وهو واقف على ظهر فرسه يوم الجمل (قال الشافعي رضي الله عنه) وروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله وابن المسيب رحمه الله انهما قالا إذا كان الرجل على ظهر فرسه يقاتل فما صنع فهو جائز (وروى) عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله عطية الحبلى جائزة حتى تجلس بن القوابل، وقال القاسم بن محمد وابن المسيب عطية الحامل جائزة (قال الشافعي رحمه الله) وبهذا كله نقول (قال الشيخ) حديث الزبير رضي الله عنه قد رويناه في كتاب الوصايا بطوله - باب صلاة الأسير إذا قدم ليقتل (أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية حليف بنى زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط علينا وامر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وهو جد عاصم يعنى ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحى من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا ماكلهم التمر فقالوا هذا تمر يثرب فلما أحس بهم عاصم وأصحابه رضي الله عنهم لجؤا إلى قردد يعنى فأحاط بهم القوم فقالوا أنزلوا ولكم العهد والميثاق ان لا يقتل منكم
(١٤٥)