ثم تنصرفون فتنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية الصليب فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغضب الروم ويجمعون للملحمة - باب المهادنة إلى غير مدة (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من ارض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد اخراج اليهود منها فكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد اخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرهم على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيماء وأريحا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وإسحاق بن منصور عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري فقال وقال عبد الرزاق (وكذلك) رواه الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة نقركم على ذلك ما شئنا (وكذلك) رواه أسامة بن زيد عن نافع أقركم فيها على ذلك ما شئنا - وفى رواية عبيد الله بن عمر عن نافع ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نقركم ما أقركم (1) الله وكذلك في رواية ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا أقركم ما أقركم الله (ورواه) صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه موصولا - وقد مضت هذه الروايات بأسانيدها (قال الشافعي رحمه الله) فان قيل فلم لا تقول أقركم ما أقركم الله يعنى كل امام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أمر الله كان يأتي رسوله بالوحي ولا يأتي أحدا غيره بوحي - باب مهادنة من يقوى على قتاله (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعدويه ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه على الموسم وأمره ان ينادى بهؤلاء الكلمات قال فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء فخرج فزعا وظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى على الموسم وامر عليا ان ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي رضي الله عنه فنادى في وسط أيام التشريق ان الله ورسوله برئ من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله، لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة الا مؤمن - كان ينادى بهذا فإذا بح قام أبو هريرة
(٢٢٤)