ان أعبد الذين تدعون من دون الله) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة يقرؤها على المشركين فأظهر لهم المفارقة - باب الاذن بالهجرة (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شئ مما يكره ما ينال (1) أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه فخرجنا إليها ارسالا حتى اجتمعنا ونزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا ولم نخش منه ظلما - وذكر الحديث بطوله - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس بن الفضل الاسفاطى ثنا أحمد بن يونس ثنا داود بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن عثمان عن أبي الزبير محمد بن مسلم انه حدثه ان جابر بن عبد الله رضي الله عنه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم مجنة؟ وعكاظ ومنازلهم بمنى، من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربى وله الجنة فلم يجد أحدا يؤويه وينصره حتى أن الرجل ليدخل صاحبه (2) من مصر واليمن فيأتيه قومه أو ذو رحمه فيقولون احذر فتى قريش لا يصيبك، يمشى بين رحالهم يدعوهم إلى الله يشيرون إليه بأصابعهم حتى يبعث الله (3) من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرأه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون باسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب الا فيها رهط من المسلمين يظهرون الاسلام ثم يبعث الله (4) فاتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخال أو قال ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه الموسم فوعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا فيه عنده فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وان تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى ان تنصروني ان قدمت عليكم يثرب وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقلنا نبايعك فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا الا انا فقال رويدا يا أهل يثرب انا لم نضرب إليه أكباد المطي الا ونحن نعلم أنه رسول الله وان اخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وان تعضكم السيوف واما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف وقتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله - واما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو اعذر لكم عند الله فقالوا اخر عنا يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لأنذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة - (حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس ابن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأمر بالهجرة وانزل عليه (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) - (أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة للمسلمين قد رأيت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى ارض الحبشة من المسلمين
(٩)