صاحباه فأصبحت عنده انا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن المدينة (1) فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولون لأنفسهم فأنزل الله عز وجل فيهم (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى قوله (مثوى للمتكبرين) قال عمر رضي الله عنه فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام بن العاص فلما قدمت على خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت اصعد بها وأصوب لأفهمها فقلت اللهم فهمنيها وفرقت إنما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقتل هشام شهيدا بإجنادين في ولاية أبى بكر رضي الله عنه - (وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا اخمد ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية فيمن كان يفتن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم) - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أسلم عياش بن أبي ربيعة وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أبو جهل بن هشام وهو اخوه لامه ورجل آخر معه فقال (2) له ان أمك تناشدك رحمها وحقها ان ترجع إليها فأقبل معهما فربطاه حتى قدما به مكة فكانا يعذبانه - (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعيدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال كان ناس بمكة قد أقروا بالاسلام فلما خرج الناس إلى بدر لم يبق أحد الا أخرجوه فقتل أولئك الذين أقروا بالاسلام فنزلت فيهم (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) إلى قوله (وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) حيلة نهوضا إليها وسبيلا طريقا إلى المدينة فكتب المسلمون الذين كانوا بالمدينة إلى من كان بمكة فلما كتب إليهم خرج ناس ممن أقروا بالاسلام فاتبعهم المشركون فأكرهوهم حتى أعطوهم الفتنة فأنزل الله عز وجل فيهم (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا أنبأ أبو بكر سهل بن أحمد بن زكريا القطان ثنا احمد ابن محمد بن عيسى ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال سمع الله لمن حمده قبل ان يسجد قال اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنين كسنى يوسف - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شيبان - باب من خرج من بيته مهاجرا فأدركه الموت في طريقه (أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع (3) فأمر أهله
(١٤)