عادت الريح ودخلت في الستر فرفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر.
فما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا: هل رأيتم قالوا: نعم فقال بعضهم لبعض يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان، فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم، فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه (1).
486 - عنه قال: ومنها انه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية من سلالة فاطمة عليها السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها، فسمع بها علي الرضا عليه السلام فلم يعرف نسبها، فأحضرت إليه فرد نسبها وقال: هذه كذابة، فسفهت عليه وقالت:
كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك، فأخذته الغيرة العلوية فقال عليه السلام لسلطان خراسان انزل هذه إلى بركة السباع يتبين لك الأمر وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع، فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمى ذلك الموضع بركة السباع.
فأخذ الرضا عليه السلام بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال: هذه كذابة على علي وفاطمة عليهما السلام وليست من نسلهما، فإن من كان حقا بضعة من علي وفاطمة فإن لحمه حرام على السباع فألقوها في بركة السباع، فان كانت صادقة فإن السباع لا تقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع فلما سمعت ذلك منه قالت: فأنزل أنت إلي السباع، فإن كنت صادقا فإنها لا تقربك ولا تفترسك، فلم يكلمها وقام، فقال له ذلك السلطان: إلى أين؟ قال إلى بركة السباع والله لأنزلن إليها فقام السلطان والناس والحاشية وجاؤا وفتحوا باب البركة.
فنزل الرضا عليه السلام والناس ينظرون من أعلى البركة، فلما حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض على أذنابها، وصار يأتي واحد واحد، يمسح وجهه ورأسه وظهره، والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع، ثم طلع والناس يبصرونه، فقال لذلك السلطان، أنزل هذه الكذابة على علي وفاطمة ليتبين لك، فامتنعت فألزمها ذلك السلطان وأمر أعوانه بإلقائها، فمذ رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها، فاشتهر