ذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس لتخرج عليهم، فتبسم وقال: يا عبد الله لا ترع فان الله إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتى يثبتها أقعد معي حتى يأتيني الطلب فتمضى معي إلى منازل منصور حتى تشاهد ما يجرى من قدرة الله التي لا معزل عنها لمؤمن، فجاؤوا وقالوا: أجب أمير المؤمنين.
فخرج الصادق عليه السلام: ودخل وقد امتلأ المنصور غيظا وغضبا، فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين، تريد أن تفرق جماعتهم وتسعى في هلكتهم و تفسد ذات بينهم، فقال الصادق عليه السلام: ما فعلت شيئا من هذا قال: فهذا فلان يذكر أنك فعلت ذلك وأنه أحد من دعوته إليك، فقال: إنه كاذب، فقال المنصور: إني أحلفه، فان حلف كفيت نفسي مؤنتك، فقال الصادق عليه السلام: إنه إذا حلف كاذبا باء بإثم، فقال المنصور لحاجبه: حلف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا يعنى الصادق عليه السلام.
فقال الحاجب: قل والله الذي لا إله إلا هو وجعل يغلظ عليه اليمين، فقال الصادق عليه السلام: لا تحلفه هكذا فاني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه ويصفه بصفاته الحسن فتأتي تعظيمه لله على إثم كذبه في يمينه فيتأخر عنه البلاء، ولكن دعني أحلفه باليمين التي حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه، فقال المنصور: فحلفه إذا يا جعفر، فقال الصادق عليه السلام للرجل،: قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله وقوته ولجأت إلى حولي وقوتي، فقالها الرجل، فقال الصادق عليه السلام اللهم إن كان كاذبا فأمته فما استتم كلامه حتى سقط الرجل ميتا واحتمل ومضى به وسرى على المنصور وأقبل المنصور على الصادق وسأله عن حوائجه.
فقال: ما لي حاجة إلا الاسراع إلى أهلي فان قلوبهم بي متعلقة: قال المنصور ذلك إليك فافعل ما بدا لك فخرج من عنده مكرما قد تحير فيه المنصور، فقال قوم رجل فاجأه الموت ما أكثر ما يكون هذا وجعل الناس يخوضون في أمر ذلك الميت و ينظرون إليه، فلما استوى على سريره وجعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذام له وحامد إذ قعد عليهم الرجل وكشف عن وجهه، ثم قال: أيها الناس إني لقيت ربي