ابن شعيب: كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى جانبي رجل من أهل المدينة فحادثته مليا، وسألني من أنت فأخبرته أنى رجل من أهل العراق قلت له: فمن أنت قال: مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت له: لي إليك حاجة قال: وما هي؟ قلت:
توصل لي إليه رقعة قال: نعم إذا شئت.
فحرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه بسم الله الرحمن الرحيم إن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي، قال: ثم ختمت الكتاب ودفعته إليه، فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، فقبضته وقرأته، فإذا في أسفل الكتاب بخط ردئ بسم الله الرحمن الرحيم يا إبراهيم إن من آبائك شعيبا وصالحا وإن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة غير أنه زاد اسما لا نعرفها، فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فابحث عنها (1) 485 - علي بن عيسى الإربلي قال: قال محمد بن طلحة من مناقبه عليه السلام إنه لما جعل المأمون الرضا عليه السلام ولي عهده وأقامه خليفته من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وردها إلى بني فاطمة على الجميع السلام فحصل عندهم من الرضا عليه السلام نفور، وكان عادة الرضا عليه السلام إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه يبادر من الحاشية إلى السلام عليه، ورفع الستر بين يديه ليدخل، فلما حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم وقالوا: إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه، ولا ترفعوا الستر له فاتفقوا على ذلك.
فبينا هم قعود إذ جاء الرضا عليه السلام على عادته، فلم يملكوا أنفسهم أن سلموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وفوا على ما اتفقوا عليه وقالوا: النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له، فلما كان في ذلك اليوم جاء فقاموا و سلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا إلى رفع الستر، فأرسل الله ريحا شديدة دخلت في الستر فرفعته أكثر مما كانوا يرفعونه، ثم دخل فسكنت الريح فعاد إلى ما كان، فلما خرج