المطر وابتل جميع ما معنا، ثم احتبس المطر وطلعت الشمس فنادى خادما كان مع الجارية يخدمها اسمه بشر: لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام ودفع إليه دراهم و دخل الخادم المدينة فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها إلى مضرب قد نصب له في الشمس.
وخرجت وكشفت عن ساقيها إذ في الأرض وجعل ينظر هذا الخائن إليها فوقعت من نفسه إليها وراودها عن نفسها فأجابته وفجر بها فخر الهندي علي الأرض وقال ارحمني فقد أخطأت واعترف بذلك، ثم عاد الكبش فروة كما كانت وأمره أن يلبسها: فلما ألبسها انضمت في حلقه فخنقته حتى اسود وجهه، فقال الصادق عليه السلام: أيها الفرو خل عنه حتى يرجع إلى صاحبه فيكون هو أولى به منا، فانحل الفرو وقال: خذ هديتك وارجع إلي صاحبك، فقال الهندي: الله الله يا مولاي في فإنك إن رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي فإنه شديد العقوبة، قال: أسلم حتى أعطيك الجارية فأبى فقبل الهدية ورد الجارية.
فلما رجع إلى الملك رجع الجواب إلى أبي بعد أشهر فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى جعفر بن محمد الامام من ملك الهند أما بعد فقد كنت أهديت إليك جارية فقبلت مني ما لا قيمة له ورددت الجارية، فأنكر ذلك قلبي وعلمت أن الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة فنظرت إلى الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتابا وأعلمته أنه قد أتاني منك وقد عرفت الخيانة وحلفت أن لا ينجيه إلا الصدق، فأقر بما فعل وأقرت الجارية مثل ذلك، وأخبرت بما كان من الفرو وتعجبت من ذلك وضربت عنقها وعنقه، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله واعلم أني واصل علي أثر الكتاب، فما أقام مدة يسيرة حتى جاء إلى أبي وأسلم ملك الهند وحسن إسلام (1).
447 - عنه قال: ومنها ما روي عن الرضا عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل إلى جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشي بك إلى المنصور و