يا أمير المؤمنين من كل جهة، وإن عدت بدأت بأعدائنا، فضحك المأمون وبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام وقال: قد وهبت جرمه لك، فلما جاؤوا به عنفه وخلى سبيله وحلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش (1).
415 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، ومحمد بن موسى بن المتوكل وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنهم - قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني ياسر أنه خرج زيد بن موسى أخو أبى الحسن عليه السلام بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون:
اذهبوا به إلى أبي الحسن، قال ياسر: فلما ادخل عليه.
قال له أبو الحسن عليه السلام: يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة عليهما السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار، ذلك للحسن والحسين وخاصة، إن كنت ترى أنك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر عليهما السلام أطاع الله ودخل الجنة فأنت أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر عليهما السلام والله ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعة وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت.
فقال له: زيد: أنا أخوك وابن أبيك، فقال أبو الحسن عليه السلام أنت أخي ما أطعت الله عز وجل، إن نوحا عليه السلام قال: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) فقال الله عز وجل: (يا نوح إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح) فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته (2).
416 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال:
حدثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه أن إسماعيل قال للصادق عليه السلام يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا فقال عليه السلام: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) (3).