السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام، فأعلمت والدي بذلك، فقال: لا تأذن للنجس الخائن، فأقام بالباب مدة مديدة فلم يؤذن له، فتشفع يزيد بن سليمان فأذن له فدخل الهندي وجثى بين يديه.
فقال: أصلح الله الإمام أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها بعثني إليك بكتاب مختوم ولى بالباب حول لم يؤذن لي فما ذنبي أهكذا تفعل أولاد الأنبياء، قال: فطأطأ رأسه ثم قال:
ولتعلمن نبأه بعد حين، قال موسى: فأمرني أبي بأخذ الكتاب ففكه فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم إلي جعفر بن محمد الصادق الطاهر من كل رجس من ملك الهند أما بعد فقد هداني الله على يديك وانه أهدي إلي جارية له أر أحسن منها ولم أجد أحدا يستأهلها غيرك فبعثتها إليك مع شئ من الحلي والجوهر والطيب.
ثم جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة واخترت من الألف مائة واخترت من المائة عشرة ومن العشرة واحدا وهو ميزاب بن حباب لم أر أوثق منه فبعثت على يديه هذه الهدية، فقال الصادق عليه السلام: ارجع.... فما كنت بالذي أتقبلها لأنك خائن فيما أئتمنت عليه، فحلف أنه ما خان، فقال عليه السلام: إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: أو تعفيني من ذلك قال: اكتب إلى صاحبك بما فعلت قال: الهندي إن كنت فعلت شيئا فاكتب وكان عليه فروة فأمره بخلعها.
ثم قام الإمام عليه السلام فصلى ركعتين ثم سجد قال موسى عليه السلام: فسمعته في سجوده يقول: اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، أن تصلى علي محمد وآل محمد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وأن تأذن لفروة هذا الهندي أن تتكلم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائك ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت فيزدادوا إيمانا مع ايمانهم، ثم رفع رأسه فقال أيها الفروة تكلم بما تعلم من هذا الهندي قال موسى عليه السلام: فانتفضت الفروة وصارت كالكبش وقالت يا ابن رسول الله ائتمنه الملك علي هذه الجارية وما معها وأوصاه بحفظها حتى صرنا إلى بعض الصحاري أصابنا - 15 -