وعيناه تدمعان فتمسح بأبي الحسن ورغى فقال: أتدرون ما يقول، فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: يقول: دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك وأحزنتني حين أمرتني بالذهاب (1).
327 - عنه قال: ومنها ما روى إسماعيل بن مهران قال: أتيت الرضا عليه السلام يوما أنا وأحمد البزنطي وكنا تشاجرنا في سنه، قال أحمد إذا دخلنا عليه فذكرني حتى أسأله عن ذلك، فاني قد أردت ذلك غير مرة فأنسى، فلما دخلنا وسلمنا وجلسنا أقبل على أحمد فكان أول ما تكلم به أن قال: يا أحمد كم أتى عليك من السنين، قال: تسع وثلاثون سنة قال: ولكن أنا قد أتت على ثلاث وأربعون سنة (2).
328 - عنه قال: ومنها ما روى عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنا بمرو عند رجل وكان معنا رجل واقفي فقلت له: اتق الله قد كنت مثلك ثم نور الله قلبي فصم الأربعاء والخميس والجمعة واغتسل وصل ركعتين وسل الله أن يريك في منامك ما تستدل به على هذا الأمر فرجعت إلى البيت وقد سبقني كتاب أبي الحسن إلى يأمرني أن أدعو إلى هذا الأمر ذلك الرجل فانطلقت وأخبرته وقلت: أحمد الله وأستخيره مائة مرة فقلت له إني وجدت كتاب الرضا عليه السلام قد سبقني إلى الدار أن أقول لك ما كنا فيه، وإني لأرجو أن ينور الله قلبك، فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء، فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنه الامام المفترض الطاعة، فقلت وكيف ذلك، فقال: أتاني أبو الحسن عليه السلام البارحة في المنام فقال: يا هذا والله لترجعن إلى الحق وزعم أنه لم يطلع عليه إلا الله تعالى (3).
329 - عنه قال: منها ما روى حسن بن سعيد عن الفضل بن يونس قال: خرجنا نريد مكة، فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحج فأتاني الرضا عليه السلام وعندي قوم من أصحابنا وقد حضر الغداء، فدخل الغلام فقال: بالباب رجل يكنى أبا الحسن يستأذن عليك فقلت: إن كان الذي أعرف فأنت حر، فخرجت وإذا بالرضا عليه السلام فقلت