عما شتم، فابتدر الكلام عمرو بن هداب من القوم وكان ناصبيا ينحو نحو الزيدية والاعتزال، فقال: يا محمد إن الحسن بن محمد رجل من أفاضل أهل البيت في ورعه وزهده وعمله وسنته، وليس هو كشاب مثل الرضا ولعله لو سئل عن شئ من معضلات الأحكام لحار في ذلك. فقال الحسن بن محمد وكان حاضرا في المجلس لا تقل يا عمرو ذلك أن عليا على ما وصف من الفضل وهذا محمد بن الفضل يقول: إنه يقدم إلى ثلاثة أيام فكفاك به دليلا وتفرقوا فلما كان في اليوم الثالث من دخول البصرة إذا الرضا قد وافى فقصد منزل الحسن بن محمد وأخلى له داره وأقام بين يديه يتصرف بين أمره ونهيه، فقال: يا حسن بن محمد أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا واحضر جاثليق النصارى - الخ (1) 324 - عنه قال: روى إسماعيل بن أبي الحسن قال: كنت مع الرضا عليه السلام وقد قال بيده على الأرض كأنه يكشف شيئا فظهرت سبائك ذهب، ثم مسح بيده عليها فغابت، فقلت في نفسي لو أعطاني واحدة منها، قال ألآن؟ هذا الأمر لم يأن وقته (2).
325 - عنه بإسناده عن محمد بن عيسى عن هشام العباسي قال: طلبت بمكة ثوبين سعديين إحديهما لا بنى فلم أصب بمكة منهما على ما أردت فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت على الرضا فلما ودعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعديين على عمل الوشي الذي كنت طلبت فدفعهما إلى وقال عليه السلام: اقطعهما لابنك (3).
326 - عنه قال: ومنها ما روي عبد الله بن سمرة قال: مر بنا الرضا عليه السلام فاختصمنا في إمامته فلما خرج وخرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برقة ونحن مخالفون له نرى رأى الزيدية، فلما صرنا في الصحراء فإذا نحن بظباء فأومأ الرضا عليه السلام إلى خشف منها فإذا هو قد جاء حتى وقف بين يديه فأخذ أبو الحسن عليه السلام يمسح رأسه ودفعه إلى غلامه فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه فكلمه الرضا عليه السلام بكلام لا نفهمه فسكن ثم قال: يا عبد الله أو لم تؤمن؟ قلت بلى يا سيدي أنت حجة الله على خلقه وأنا تائب إلى الله، ثم قال للظبي: اذهب إلى مرعاك فجاء الظبي